كتب رئيس التحرير خالد صادق
لم تعد السياسة الصهيوامريكية تحتاج للمناورة والتجميل والرتوش انما اصبح المطبخ السياسي يعمل وفق قواعد الشر التي تتلبس الادارة الامريكية والكيان الصهيوني فما تفعله اسرائيل في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا لم يعد خافيا على احد والقتل بحد ذاته اصبح نهجا صهيونيا مبررا وفق الرؤية الامريكية فالرئيس الامريكي دونالد ترامب يقول بكل وتكبر وصلف اننا سننظر في ما إذا كان مقتل قيادي من حماس يمثل خرقا لوقف إطلاق النار ويقصد القيادي الشيخ رائد سعد الذي اغتاله الاحتلال الصهيوني في خرق فاضح للتهدئة ودائما ما تقدم اسرائيل على تنفيذ الخروقات بإطلاع الادارة الامريكية عليها قبل تنفيذها ولم ترفض امريكا يوما اي خرق لاسرائيل للتهدئة بل كانت تبرر هذا الخرق وتتجاوزه بشكل مستفز وفيه قهر للطرف المعتدى عليه فماذا يمكن ان يقرر ترامب في اغتيال اسرائيل لرائد سعد وهل يمكن ان يوجه اي لوم لاسرائيل تحت اي ظرف كان.
لم نعتد ان نسمع ادانة امريكية لجرائم اسرائيل بل تبرير دائم لجرائمها واللوم موجه دائما للضحية
فالرئيس ترامب يتحدث بلغتين لغة خاصة باسرائيل تتسم بالانحياز المطلق لها ولغة اخرى خاصة بفلسطين والعالم الاسلامي فبالامس قال انه على جميع الدول أن تقف معا في مواجهة قوى الشر المتمثلة في الإرهاب الإسلامي المتطرف وكأن اسرائيل بكل جرائمها لا تمارس ارهابا منظما لكنه لا ينظر لارهاب اسرائيل في غزة والضفة ولبنان وسوريا انما يبحث عن مبررات لجرائمها ويخرج على الفور ليتحدث عن الهجوم في أستراليا وبأنه كان معادياً للسامية
ويقول متفاخرا قدمت الكثير لإسرائيل وسأظل دائما صديقا للشعب اليهودي ومدافعا عنه، وهو بذلك يضع معيارا معوجا ومنحازا لاسرائيل بشكل سافر وفج ويريد من العالم كله ان يتعامل بنفس هذا المعيار مع هذا الكيان.
فهو مثلا لم يعلق على تصريح ما يسمى بوزير الامن القومي الصهيوني ايتمار بن غفير الذي قال بوقاحة سنحتفل جميعا في الكنيست باعدام اول اسير فلسطيني العام القادم وربما يروق له مثل هذا التصريح ويستهويه فهو يشبهه الى حد بعيد فهذه هى عقلية ترامب في تعامله مع خصومه حتى من الامريكان انفسهم وقد استمعنا لتصريحاته وهو يهاجم جو بايدن وكاميلا هاريس في فترة الانتخابات الرئاسية الامريكية والتي افتقدت لادنى المعايير الانسانية.
وسائل الاعلام الامريكية والعالمية تحاول ان تلعب دورا في تحسين صورة ترامب والتستر على سياساته الخرقاء المنحازة كليا لاسرائيل فتوحي للقاريء او المشاهد او المستمع ان ترامب غاضب من نتنياهو وقد وجه له توبيخا على اختراقه التهدئة واغتياله لقائد في حماس او قصف الدوحة واستهداف قيادات حماس هناك لكن الواقع يثبت دائما ان خطوات اسرائيل الاجرامية لا تتم الا بمباركة امريكية واطلاع كامل على التفاصيل وقراءة ردات الفعل وايجاد مخرج لها ولم تعد تلك المبررات تنطلي على احد او يصدقها عاقل. الادارة الامريكية التي تدعي انها نبحث عن السلام بين العرب واسرائيل وقفت بالامس ضد قرار حظي بتأييد من 164 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره فبماذا يمكن ان تبرر امريكا موقفها هذا وفي نفس الوقت كيف يمكن تبرير تأييد قرار اسرائيل ببناء نحو تسعة عشر بؤرة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة وكيف يمكن ان نفسر موقف الادارة الامريكية من وكالة الغوث الدولية الاونروا ومنعها من ادخال المساعدات للمنكوبين الفلسطينيين في قطاع غزة.
انه التكامل والانسجام التام بين امريكا واسرائيل في المواقف والسياسات والذي يخدم مصالحهما على حساب حقوق الاخرين لكن هذا المنطق هو منطق الطغاة والمستكبرين ولا يمكن لهذا المنطق ان يسود.
اسرائيل تتمرد وامريكا تبرر والنتائج كارثية
رأي الاستقلال


التعليقات : 0